موضوع: تسعون دقيقة كفيلة بمصالحة الملايين الخميس يناير 28, 2010 11:41 am
كأس أفريقيا: تسعون دقيقة كفيلة بمصالحة الملايين
كرة القدم - كأس أمم إفريقيا 2010
عرس أنغولا: جزائريون ومصريون يأملون مباراة ممتعة للجمهور العربي بعيداً عن الأحقاد والتعصب
(دبي- خاص يوروسبورت) ينتظر الشارع العربي مصالحة حقيقية تجمع الشقيقين الجزائري والمصري على كافة المستويات الرياضية والإعلامية والشعبية والفنية من خلال المباراة التي تجمع المنتخبين الخميس في بانغيلا ضمن الدور نصف النهائي من بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة حالياً في انغولا وتستمر حتى 31 كانون الثاني/ يناير الجاري. تسعون دقيقة قادرة على فعل الكثير ويدرك الجمهور أن تسعين دقيقة كفيلة برأب الصدع الحاصل في العلاقة بين الطرفين على خلفية المواجهات الثلاث الأخيرة بينهما في تصفيات كأس العالم "جنوب أفريقيا 2010" وما تبعها من أحداث شغب في القاهرة وأم درمان خلفت وراءها عداء غير مسبوقاً بين الشعبين امتد ليشمل الجمهور العربي المنقسم بين مصر والجزائر. الجزائر تأهلت إلى كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها بعد رحلة عصيبة بدأت بتعرض حافلة منتخبها إلى هجوم بالحجارة لدى وصولها إلى القاهرة لخوض مباراة الإياب وتعرض عدد من اللاعبين إلى الإصابة ونزف الدماء كما طرأت اشتباكات بين الجماهير المصرية والجزائرية بعد اللقاء مباشرة، وفي المقابل تعرضت ممتلكات مصرية داخل الجزائر إلى الاعتداء والمشجعون المصريون للضرب من نظرائهم جزائريين في شوارع أم درمان السودانية التي شهدت اللقاء الفاصل بين المنتخبين لتحديد صاحب بطاقة المونديال. الأحداث المريرة جرفت الروح الرياضية ويرى المراقبون أن هذه الأحداث المريرة جرفت معها الروح الرياضية وفرضت الكراهية بين الشعبين حتى أنها تحولت مع مرور الوقت إلى أحقاد لن تدفن في حال توفر العقلاء الذين تقع على عاتقهم مسؤولية إعادة المياه لمجاريها الطبيعية وتضميد جرح الماضي لاستعادة العافية الرياضية بعيداً عن التهويل. وفي الوقت الذي يلعب فيه إعلاميون دوراً سلبياً في إشعال فتيل الأزمة بين المنتخبين والجمهورين تطفو على السطح أصواتاً تنادي بالتهدئة وضرورة لم الشمل وإعلان مباراة بانغيلا موعداً للصلح المصري – الجزائري. الجماهير العربية تطالب بفتح صفحة جديدة "يورو سبورت"جست نبض الجمهور متعدد الجنسيات في دبي والتقت بمشجعين أجمعوا على ضرورة فتح صفحة جديدة بين البلدين لمشاهدة مباراة عربية قمة في الفنيات والمتعة قلما تتاح الفرصة لتكرارها بين فترات وجيزة. وقال المشجع الأردني مصطفى الغزلان "أعجبني تصريح للمسؤول الثاني في الكرة المصرية وعضو المكتب التنفيذي للفيفا هاني أبو ريدة الذي دعا بلاده إلى مشروع مصالحة مع الجزائر وذلك بتأمين لقاء بين رئيسي الاتحادين المصري والجزائري سمير زاهر ومحمد روراوة على التوالي من أجل تدارس سبل استغلال مباراة المنتخبين العربيين في أنغولا لتحقيق المصالحة". وأضاف "أما المحزن المزعج فهو ما سمعته عبر وسائل الاعلام من اللاعب المصري محمد زيدان الذي اعتبر المباراة حرباً يجب الفوز بها لكي تحصل مصر على البطولة ومن ثم التفرغ لمتابعة المونديال في إشارة للسخرية من المنتخب الجزائري وتوقع خسائر كبيرة له أمام منتخبات قوية في مجموعته المونديالية كالمنتخبين الانجليزي والأمريكي". وبدوره، قال المشجع المصري عمر شريف إن "الإعلام في البلدين كان سبباً في المشكلة السابقة، ولكنني أتمنى من خلال هذه المباراة فتح صفحة جديدة لمحو كل اللغط في العلاقة بين البلدين، فمن الضروري وضع الكرة في الملعب وعدم السماح لآثارها السلبية بالخروج عن النص". وأضاف "ليت المباراة تخرج بوجه مشرف للكرة العربية وتعلن عن مصالحة خصوصاً بعد تصريح رئيس الإتحاد المصري سمير زاهر الذي أكد استعداده لتحقيق التقارب بين الفريقين". وكان زاهر قد ناشد وسائل الإعلام بالتروي في التعامل مع الحدث وعدم التطرق إلى أشياء مضت، مشددا على ضرورة مضي مباراة منتخب بلاده أمام الجزائر في إطار عربي أخوي.
من جانبه، قال المشجع الجزائري مصطفى قاسمي إن "منتخب محاربي الصحراء سيدخل المباراة بهدف الفوز وسيغض الطرف عن الماضي وتعرضه للإعداء في القاهرة، ونحن كشعوب نؤمن بأن أشخاص قلة لا يعبرون عن الملايين فهناك مشجعين واعين لما يحدث في الساحة الرياضية، ويشجعون من أجل الكرة وحسب". وأضاف "المصالحة مطلبنا أيضاً ولن نسمح للأصوات الدخيلة أن تعكر علينا متعة مباراة الخميس التي أتمناها قوية مثيرة في الإطار الرياضي".